الولايات المتحدة تعيد عشرين غربيّاً من مخيم (داعش) في سوريا

 قال بلينكن في بيان: "الحل الدائم الوحيد للأزمة الإنسانية والأمنية في مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز في شمال شرق سوريا هو أن تقوم الدول بإعادة الواجبات وإعادة تأهيلها وإعادة دمجها، وعند الاقتضاء، ضمان المساءلة عن المخالفات". 
في هذا المقال

 

*ميثاق: تقارير ومتابعات 

 

أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها أعادت عشرين مواطناً غربياً، نصفهم أميركيون، من معسكرات اعتقال تنظيم الدولة (داعش) في شمال شرق سوريا حيث يقبع عشرات الآلاف.

وتعد عملية إعادة المواطنين الأمريكيين هي الأكبر على الإطلاق، وتأتي في الوقت الذي تحذر فيه جماعات حقوقية من الظروف القاسية في المخيمات التي لا تزال قيد الاستخدام بعد حوالي خمس سنوات من خسارة الحركة المتطرفة العنيفة آخر أراضيها في سوريا.

في عملية معقدة شاركت فيها وكالات أمريكية والكويت ومقاتلون أكراد موالون للولايات المتحدة، أعادت الولايات المتحدة 11 مواطناً أمريكياً، من بينهم خمسة قاصرين، بالإضافة إلى شقيق غير أمريكي يبلغ من العمر تسع سنوات، حسبما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وأضاف أن الولايات المتحدة سهلت في العملية نفسها إعادة ستة مواطنين كنديين وأربعة مواطنين هولنديين ومواطن فنلندي، ثمانية منهم أطفال.

الولايات المتحدة
“فتاة تمشي في مخيم الهول التابع لتنظيم الدولة- داعش- في شمال شرق سوريا. المصدر: دليل سليمان”

وقال بلينكن في بيان: “الحل الدائم الوحيد للأزمة الإنسانية والأمنية في مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز في شمال شرق سوريا هو أن تقوم الدول بإعادة الواجبات وإعادة تأهيلها وإعادة دمجها، وعند الاقتضاء، ضمان المساءلة عن المخالفات”.

وبعد الإعادة إلى الوطن، لا يزال نحو 25 أمريكياً في المخيمات، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.

ولطالما حثت الولايات المتحدة الحكومات الأوروبية التي أنتجت المزيد من المتشددين على التصعيد وإعادة مواطنيها الذين غالباً ما يكونون أبناء المقاتلين.

وقد فعلت معظم الدول الأوروبية ذلك ولكن ببطء وعلى الرغم من التحفظات الأولية، خاصة في البلدان التي لها تاريخ من الهجمات الجهادية في الداخل مثل فرنسا وبريطانيا.

الولايات المتحدة
“امرأة تسير بالقرب من سياج في مخيم الهول في سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2019. تصوير: دليل سليمان / وكالة الصحافة الفرنسية”

وتدير “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد، والتي ساعدت القوات الأمريكية في سحق تنظيم الدولة الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، المخيمات وأكدت آخر عملية إعادة إلى الوطن.

لكن المسؤول في الإدارة الكردية “فنر الكعيط” وصف جهود الدول الأجنبية لإعادة اللاجئين بأنها “غير كافية” وحث المجتمع الدولي على البحث عن حلول “شاملة” لهذه القضية.

*مواد ذات صلة:

  • ويحتجز المقاتلون الأكراد أكثر من 56 ألف معتقل لهم صلات مزعومة أو مفترضة بتنظيم الدولة.

ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة العفو الدولية، يحتجز حوالي 29,000 طفل في أكبر مخيمين، وهو ما يمثل “أعلى تركيز للأطفال المحرومين تعسفياً من حريتهم في أي مكان في العالم”.

الولايات المتحدة
“أطفال يقفون بجانب الخيام في نيسان/أبريل 2024 في مخيم الجدعة جنوب الموصل الذي يضم عائلات عراقية عادت من مخيم الهول السوري – الصورة: زيد العبيدي”

«السعي للعودة إلى الولايات المتحدة»

ولم يحدد بلينكن الأشخاص الذين أعيدوا إلى وطنهم. وقالت صحيفة نيويورك تايمز والإذاعة الوطنية العامة إن الأمريكيين الذين عادوا إلى وطنهم والذين هبطوا في مطار جون إف كينيدي في نيويورك بينهم امرأة وأطفالها التسعة.

كانت “براندي سلمان” متزوجة من رجل تركي أخذ العائلة إلى “أراضي داعش” في سوريا، ربما عن طريق إخبارهم بشكل مخادع أنهم ذاهبون للتخييم، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام. قتل الزوج وأرسلت الأسرة إلى المخيمات.

الولايات المتحدة
“طفلتان من عوائل المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة-داعش- في مخيم الهول بمحافظة الحسكة. الصورة وكالات”

وورد أن الأمريكي الآخر الذي أعيد إلى وطنه هو ابن عضو سابق في داعش تم إعادته في عام 2020.

وكان “عبد الحميد المديوم“، وهو أمريكي متجنس من أصل مغربي، قد تعاون من خلال تقديم معلومات عن تنظيم الدولة ويقول إنه يأمل في تقديم المشورة للآخرين ضد التطرف، وفقاً لوثائق المحكمة.

وكان قد حدد مكان ابنيه في سوريا – أحدهما مواطن أمريكي والآخر شقيقه بدون الجنسية الأمريكية – ويريد أن يربيهم أجداده في ولاية “مينيسوتا” لأنه يقضي عقوبة السجن، وفقاً لصحيفة “ستار تريبيون” في مدينة “مينيابوليس“.

حذرت كل من “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية من تدهور الأوضاع في المخيمات، وشككتا في قانونية الاحتجاز المطول للأشخاص، وخاصة الأطفال، دون تهمة.

الولايات المتحدة

“الاحتجاز على أساس الروابط الأسرية فقط هو شكل من أشكال العقاب الجماعي، وهو جريمة حرب”، قالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها العام الماضي.

وقالت المجموعة إن الأطفال يموتون في مخيم الهول، وهو أكبر مخيم، بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها وانخفاض حرارة الجسم وحرائق الخيام، وكذلك بسبب الغرق في حفر الصرف الصحي.

البلد الوحيد الذي يعيد الناس بأعداد كبيرة هو العراق المجاور، الذي أعاد الشهر الماضي 700 شخص من الهول.


 

الولايات المتحدة