*ميثاق: بيانات
كثرت في الآونة الأخيرة شكاوى الناس داخل سوريا من تردي الأوضاع الاقتصادية فيها إلى مستويات لم تكن تخطر في بال أحد، أو لنقل لم تكن تخطر في بال مجموعة من السوريين ظنوا أنهم بمنأى عن هذا التردي بسبب تضحياتهم في الدفاع عن النظام الذي كان ملتبساً لديهم مع الدولة. فالنظام هو الدولة والدولة هي النظام. وفوق ذلك كله ثلة من المسؤولين تتعرض اليوم لانتقادات واسعة بسبب عدم القدرة على السيطرة على التدهور السريع للأحوال المعيشية ناهيك عن الارتقاء بها، هذا الارتقاء الذي هو أصلاً الغاية الأساسية أولاً وأخيراً من وجود الحكومة. وبما أن النظام في سوريا جوهره رئاسي فإن المسؤولية تقف عند الرئيس كما قال الرئيس هاري ترومان في جملته الشهيرة التي كان يزين بها مكتبه The Buck Stops Here. فالرئيس هو المسؤول أولاً وأخيراً عن رفاهية المواطن. وحين يعجز عن وقف تدهورها، ناهيك عن تأمينها والارتقاء بها، فإنه هو من تجب مساءلته أولاً، لا سيما حين تفشل الحكومات المتعاقبة التي يأمر بتشكيلها في تحسين الأوضاع!
من هنا كان تشخيصنا لما يحصل في سوريا تشخيصاً يعتمد على دراسة التاريخ السياسي والاجتماعي للدول والثورات التي تقوم بها الشعوب وهو ما نسميه التاريخ الطبيعي للاستبداد السياسي وهو شبيه بظاهرة يدرسها الأطباء اسمها التاريخ الطبيعي للأمراض وتعني ملاحظة مآل المرض وتطوره في حال لم يتم علاجه. وهذا ما حصل في سوريا إذ لم تتم معالجة ظاهرة الاستبداد، بل تم تقويتها وإفقاد المجتمع مناعته لمواجهتها.
من هنا فإننا في مجموعة الميثاق الوطني السوري في أميركا عدنا إلى اللبنة الأولى لمواجهة هذه الظاهرة ظاهرة الاستبداد التي نرى اليوم أن بعضاً من الموالين للنظام ورئيسه، مثل السيدة لمى عباس وآخرين، وقد بدأت آثار انهيار الوطن السوري تصل إليهم، ينضمون إلى الاحتجاج على الأوضاع المأساوية التي تسبب بها أولا وقبل كل شيء قطار الاستبداد فاقد المكابح قبل أن ينحرف عن السكة انحرافه النهائي ويسقط في واد سحيق.
ونلفت انتباه السوريين أيضا إلى التحركات الأخيرة التي يقوم بها مجموعة من الشباب السوري في الداخل، أسموا حركتهم “10 آب”، بعد أن قدموا جملة م المطالب العادلة، فلم يعرها النظام أذنا صاغية.
إننا في مجموعة الميثاق نرى أن للإنسان السوري حقوقاً أساسية لا بد من ضمانها ضماناً غير قابل للانتقاص. هذه الحقوق هي التي ستمنع تغول استبداد الأجهزة الأمنية على المواطنين فتقرع على أبوابهم في منتصف الليل بأعقاب البنادق الروسية تريد اعتقالهم لا لشيء إلا لأنهم قرروا أن يخرجوا على الناس بتسجيل فيديو يشتكون فيه عدم القدرة على الاستمرار في حياة بئيسة لا نور يلوح في آخر نفقها.
حين يصبح الإنسان السوري محصناً ضد هذا الاعتقال فإننا نكون قد وضعنا رجلنا أول خطوة في الألف ميل لنصل لما يريده السوريون جميعاً
إننا في مجموعة الميثاق نتوجه لكل من رفع صوته ضد الاستبداد داخل سوريا بالتحية ونطالبهم بأن تصبح أصواتهم منابر تمتد لكل السوريين كي لا يظن أحد أن بعض السوريين أكثر مساواة من البعض.
عاش الشعب السوري حراً وكريماً
الميثاق الوطني السوري لسوريين في أمريكا
١٣ آب ٢٠٢٣