*ميثاق: تقارير وأخبار
انتقد الدكتاتور بشار الأسد تركيا في تصريحات نشرت الأربعاء وألقى باللوم على أنقرة في تصاعد العنف في البلاد التي مزقتها الحرب وأصر على انسحاب القوات التركية من سوريا.
وتحدث الأسد في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، وهي أول مقابلة له مع وسائل إعلام أجنبية منذ شهور.
تركيا هي الداعم الرئيسي لمقاتلي المعارضة المسلحة الذين يحاولون الإطاحة بالأسد من السلطة ونفذت ثلاث توغلات كبيرة في شمال سوريا منذ عام 2016. تسيطر القوات التركية على أجزاء من شمال سوريا.
تمكن الأسد خلال السنوات القليلة الماضية من استعادة معظم الأراضي بمساعدة حلفائه، وتحويل مجرى الحرب لصالحه. ولا يسيطر مقاتلو المعارضة السورية وقوات المعارضة المدعومة من تركيا الآن إلا على منطقة صغيرة في شمال غرب سوريا، حيث يستمر القتال والعنف.
واتهم الأسد تركيا على أنها من “تصنع الإرهاب” في سوريا، وتجاهل مئات الألوف من السوريين الذين تم قتلهم في معتقلاته والأفرع الأمنية.
كما نفى شائعات عن اجتماع مرتقب بينه وبين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان“، على الرغم من الاجتماعات بين تركيا ووزيري الدفاع والخارجية السوريين بوساطة روسية وإيرانية لاستعادة العلاقات المتوترة.
وتؤكد دمشق أن أنقرة يجب أن تضع جدولاً زمنياً لانسحاب القوات التركية من سوريا من أجل تطبيع العلاقات. وفي مايو/أيار، اتفق الوزراء على وضع “خارطة طريق” لتحسين العلاقات.
- “هدف أردوغان من لقائي هو إضفاء الشرعية على الاحتلال التركي في سوريا”، قال الأسد في مقابلة يوم الأربعاء. “لماذا يجب أن ألتقي أنا وأردوغان؟ هل نلتقي لنشرب المرطبات؟”
وفي الأشهر الأخيرة، حسّنت سوريا أيضاً علاقاتها مع بعض الدول التي دعمت المعارضة منذ اندلاع الحرب في البلاد عام 2011.
وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان، شارك الأسد في قمة جامعة الدول العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في أيار/ مايو، إيذاناً بعودة سوريا إلى الحظيرة العربية. لكن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للسعودية، عارضت التطبيع مع دمشق دون حل سياسي للصراع.
وألقت بعض الدول العربية باللوم على سوريا في تدفق المخدرات إلى دول الخليج الغنية بالنفط منذ بدء الحرب. وتمثل تجارة المخدرات، التي تقدر قيمتها بالمليارات، أولوية في المحادثات الإقليمية مع دمشق.
*مواد ذات صلة:
وقال الأسد: “الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي المسؤولة عن تجارة المخدرات”.
وقال الأسد إن الحوار وراء الكواليس بين دمشق وواشنطن الذي بدأ قبل عدة سنوات واستمر بشكل متقطع “لم يؤد إلى أي نتائج”. وادعى أن دمشق تمكنت “من خلال وسائل مختلفة” من التغلب على العقوبات الأمريكية.
كان أحد الموضوعات الرئيسية التي نوقشت بين المسؤولين الأمريكيين والسوريين على مدى السنوات الماضية هو مصير الأمريكيين الذين فقدوا في سوريا، بمن فيهم الصحفي “أوستن تايس“، الذي اختفى في عام 2012.
وقام مسؤولان أمريكيان – أحدهما كبير مفاوضي واشنطن للرهائن “روجر كارستنز” – بزيارة سرية إلى دمشق قبل بضع سنوات للحصول على معلومات عن تايس وغيره من الأمريكيين المفقودين. وهذه أعلى محادثات أمريكية منذ سنوات مع حكومة الأسد رغم أن مسؤولين سوريين لم يقدموا معلومات ذات مغزى عن تايس.
وقتلت الحرب السورية ما يقرب من مليون شخص وأصيب أكثر من مليون ودمرت أجزاء كبيرة من البلاد وشردت نصف سكان البلاد قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليون نسمة. ووصل القتال إلى طريق مسدود في السنوات الماضية.
أكثر من 5 ملايين سوري هم لاجئون – معظمهم في البلدان المجاورة وتركيا ولبنان والأردن.
“كنا نعلم منذ بداية الحرب أنها ستكون طويلة”، قال الأسد.