*ميثاق: تقارير ومتابعات
خفض “مجلس النواب الأمريكي” يوم الخميس 35.8 مليون دولار في الجزء الخاص بالعراق و 18.3 مليون دولار أخرى في الجزء السوري من صندوق الدفاع المستخدم لمحاربة “تنظيم الدولة-داعش” وكان سيساعد “حزب العمال الكردستاني” وجناحه السوري، “وحدات حماية الشعب“، التي تهدد الحدود التركية.
أقر المشرعون الأمريكيون النسخة النهائية البالغة 858 مليار دولار من قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2023 بأغلبية 350 صوتاً مقابل 80 صوتاً من الحزبين قبل إرسالها إلى “مجلس الشيوخ“ للموافقة النهائية. ومن شأن مشروع القانون أن يرفع ميزانية الدفاع الأمريكية إلى مستوى قياسي في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى تعزيز قدرتها التنافسية العسكرية مع الصين وروسيا.
ووفقاً للمعلومات التي جمعتها “وكالة الأناضول” التركية الرسمية من أكثر من 4000 صفحة من التشريعات، صدق مجلس النواب على جزء بقيمة 487.5 مليون دولار من الصندوق البالغ 541.6 مليون دولار الذي تم طلبه لحلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك فرع حزب العمال الكردستاني السوري، وحدات حماية الشعب، في الحملة ضد منظمة “داعش” الإرهابية في العراق وسوريا. ويمثل مشروع القانون التفاوت في التضخم ويرفع الصندوق إلى 502.9 مليون دولار في المجموع بإضافة 15.4 مليون دولار أخرى.
واعتبر مجلس النواب أن مبلغ 35.8 مليون دولار من إجمالي 358.1 مليون دولار المطلوبة من العراق غير مبرر وحكم بتوفير 322.2 مليون دولار فقط ، حسبما ذكرت وسائل إعلام غربية.
وتوصل مجلس النواب إلى استنتاج مماثل بشأن الصندوق المخصص لحزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب في سوريا، حيث قلّص حوالي 18.3 مليون دولار من طلب 183.6 مليون دولار. ووافقت على 165.3 مليون دولار للعمليات التي تشمل أيضاً تعاون الجيش الأمريكي مع وحدات حماية الشعب و”قسد” (قوات سوريا الديمقراطية).
وفي مناقشات سابقة هذا الأسبوع، أزال مجلس النواب أيضاً تعديلات من النسخة النهائية من مشروع القانون تجعل بيع الطائرات المقاتلة من طراز “F-16” إلى تركيا محدداً بسلسلة من الشروط، والتي أشادت بها أنقرة باعتبارها “تطوراً إيجابياً من شأنه أن يخدم مصلحة الجميع”.
“الصراع بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب”
تقود أنقرة حملة مكثفة في شمال سوريا والعراق ضد الجماعات المسلحة مثل حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب و”داعش”.
في الأسبوع الماضي فقط، استأنف مئات الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا كجزء من القتال ضد فلول داعش دورياتهم المنتظمة مع مقاتلي وحدات حماية الشعب بعد الحد من الأنشطة في أعقاب الضربات التركية التي بدأت في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر في المناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب في سوريا والعراق، رداً على تفجير اسطنبول المميت الذي نفذه بحسب أنقرة مقاتلو حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب.
كانت واشنطن داعماً مستمراً لقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب، والتي يطلق عليها اسم “جيش” وحدات حماية الشعب في المنطقة.
تصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب كجماعات إرهابية تشكل تهديداً كبيراً لتركيا وترهب السكان المحليين وتدمر منازلهم وتجبرهم على الفرار. وبالتالي، كان دعم الولايات المتحدة لحليفتها في سوريا يشكل ضغطاً كبيراً على العلاقات الثنائية مع أنقرة.
وتحت ذريعة محاربة داعش، قدمت واشنطن تدريباً عسكرياً وقدمت شاحنات محملة بالدعم العسكري لمقاتلي وحدات حماية الشعب، على الرغم من المخاوف الأمنية لحليفتها في “الناتو“. وتأكيداً على أنه لا يمكن دعم جماعة إرهابية لهزيمة أخرى، قامت تركيا بعملياتها الخاصة لمكافحة الإرهاب، والتي أزالت خلالها عدداً كبيراً من الإرهابيين من المنطقة.
خلال الشهر الماضي منذ هجومين مميتين من قبل حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب على الأراضي التركية، أحدهما في اسطنبول والآخر في المحافظات الجنوبية الشرقية، هدد الرئيس رجب طيب أردوغان بعملية برية في المناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب في شمال سوريا والعراق، والتي أعرب وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” عن “معارضته الشديدة”.
وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا مصممة أكثر من أي وقت مضى على تأمين حدودها السورية من هجمات إرهابيي وحدات حماية الشعب، وأصرّ على أن الحملة البرية ستبدأ “في الوقت الأكثر ملاءمة” وأن هجومها الجوي في عملية “المخلب السيف” التي تهدف إلى التطهير من الإرهابيين كان “مجرد البداية“.
وأضاف أردوغان “نحن ملتزمون بحماية حدودنا وتخليص منطقتي “تل رفعت” و”منبج” السوريتين من التهديدات الإرهابية ولن نطلب إذناً من أي شخص لذلك“. وقال إن الولايات المتحدة وروسيا فشلتا في الوفاء بوعودهما بتوفير منطقة آمنة في المنطقة الحدودية، في إشارة إلى اتفاق عام 2019 بين الدول الثلاث لموسكو وواشنطن لإزالة الإرهابيين على بعد 30 كيلومترا (18.6 ميلا) من الحدود التركية.
وبشكل منفصل، أعلن وزير الدفاع “خلوصي أكار” يوم الخميس الماضي أن تركيا “تصدر التحذيرات اللازمة للدول الحليفة لإبعاد الإرهابيين عن مناطقهم وقطع جميع العلاقات مع الجماعات الإرهابية في أقرب وقت ممكن”.
“تحذر تركيا الدول الحليفة من دعم جماعة حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب الإرهابية لأي سبب من الأسباب، بما في ذلك ذريعة محاربة داعش. يجب ألا يسمحوا للإرهابيين بارتداء واستخدام أعلام بلدانهم وزيها الرسمي”.
وبحسب مسؤولين أتراك، أنه لطالما أكدت أنقرة أن التعاون والتضامن في مكافحة الإرهاب سيسهمان في السلام والأمن الإقليميين والعالميين.
