*ميثاق: بورتريه
يُعد رياض سيف من نشطاء المنتديات السياسية والفكرية ولجان إحياء المجتمع المدني في سوريا؛ تلك المنتديات التي نشطت في الفترة التي تلت وصول بشار الأسد -وراثة- إلى الرئاسة وهي الفترة التي تسمى عادةً ربيع دمشق.
رياض سيف، من مواليد مدينة دمشق في عام 1946 لعائلة من الطبقة المتوسطة، نال الثانوية العامة سنة 1965، ولم يكمل تعليمه في كلية العلوم في جامعة دمشق، بل اتجه نحو العمل الصناعي.
أسس رياض سيف مع اثنين من شركائه «مصنع خياطة –ماركة 400»، وهي علامة تجارية مميزة في سورية «سايزا»، وتعتبر الآن من أكبر شركات سوريا للألبسة الجاهزة، حيث يعمل فيها 1,050 عاملاً وتنتج 5,000 قطعة جاهزة يومياً، وتنمو بوتيرة عالية تزيد عن 10% سنوياً. وتنتج الشركة وتبيع جميع أنواع الملابس التي تعرضها الشركة الألمانية أديداس بترخيص رسمي منها. وقد استطاع رياض الحصول على عقود تصدير ملابس إلى الاتحاد السوفيتي، ومن ثم عقود تصدير إلى أوروبا.
دخل في عام 1994 الحقل السياسي عبر “مجلس الشعب السوري” كمرشح مستقل، وقد تكرَّر انتخابه في الدورة التالية عام 1998 وقد كان خطابه يتميز بالجرأة والنقد للاقتصاد والسياسة الاقتصادية.
في 23 من شهر أيار 2001 فتح رياض سيف ملف الهاتف الخليوي في مجلس الشعب وقال إن الصفقة تضيع على الدولة قرابة 346 مليار ليرة سورية، وهو ما يعادل 7 مليارات دولار تقريباً، ثم قدم دراسة مفصلة تحت عنوان «صفقة عقود الخليوي». واعتقل على خلفية ذلك بعد أن رُفعت عنه الحصانة، وحكمت عليه محكمة الجنايات بالسجن لخمس سنوات. أفرج عنه عام 2006.
بدأ محاكمته في الثلاثين من حزيران عام 2008 مع 12 ناشطاً آخرين بسبب توقيع “إعلان دمشق“، وحكم عليه بالسجن سنتين ونصف في شهر تشرين الأول سنة 2008 بتهمة «نقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة».
*مواد ذات صلة:
تم إطلاق سراحه في 28 من تموز سنة 2010 بعد إنهاء محكوميّته، ليكون قد أمضى في السجن 8 سنوات في المجمل كسجين سياسي معارض. وقد تم اعتقاله مرة ثالثة في السابع من أيار سنة 2011 من دمشق إثر مشاركته في تظاهرة قامت في حي الميدان وسط دمشق من أمام جامع الحسن عقب صلاة الجمعة خلال الثورة السورية.
في الأول من تشرين الثاني سنة 2012 وبالتزامن مع التصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية “هيلاري كلينتون” عن الحاجة لمزيد من المعارضة، طُرِحت مبادرة رياض سيف لتشكيل حكومة تكنوقراط، وتمت دعوة جميع الأطراف السياسية السورية المعارضة لحضور الإعلان عن المبادرة في قطر.
- انتخب رئيسًا دوريًا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في 6 أيار 2017 لمدة سنة خلفًا لأنس العبدة، بعد أن حصل على 58 صوتا متقدما على خالد خوجة الذي حصل على 41 من إجمالي المصوتين الذين بلغ عددهم 99 من أصل 102 من أعضاء الهيئة العامة للائتلاف آنذاك. أعلن سيف وقتها عن حزمة إصلاحية من بينها نقل أغلب نشاطات الائتلاف من إسطنبول إلى داخل سوريا ودعم الهيئة العليا للمفاوضات بالإضافة إلى تحديث النظام الأساسي وتعزيز حضور قوى المجتمع المدني والقوى السياسية. جرى خلال فترة رئاسته تشكيل الهيئة العليا للتفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر2017 بنسختها الجديدة التي انبثقت عن مؤتمر الرياض 2.
في 8 آذار/مارس 2018 أعلن سيف استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني بسبب سوء حالته الصحية. في 26-27 آب/أغسطس 2020 أدلى بشهادته عبر الفيديو لمحكمة كوبلنز بقضية فرع الخطيب ضد الضابط أنور رسلان، وذلك بسبب دور سيف في حصول رسلان على إقامة اللجوء في ألمانيا، حيث أوضح أن مساعدته لرسلان كانت بسبب رغبته بدعم المنشقين عن نظام الأسد كما شرح كيف تم التواصل معه. وفي كانون الأول/ديسمبر 2020 نشر سيف كتاباً بعنوان “سيرة ذاتية وشهادة للتاريخ” تضمن نشاطه السياسي وشهادته على الأحداث السياسية التي عاصرها من عام 1963 حتى 2008.